عبر الوكيل المساعد للعلاقات الخارجية والحج بوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية رئيس منتدى الأدب الاسلامي بالمركز العالمي للوسطية الدكتور مطلق القراوي عن تفاؤله بالخطوات الجادة التي يخطوها المنتدى في مجال الثقافة الجماهيرية، وبالحصاد الأدبي الكبير الذي تشكله الأنشطة والفعاليات الأدبية المتنوعة التي يحييها المنتدى.
جاء ذلك في كلمة للقراوي خلال حضوره المجلس الأدبي الشهري الذي أقامه المنتدى تحت عنوان «أنواع القصص في التراث العربي» للدكتور مصطفى عطية – الأستاذ بكلية التربية الأساسية، وأوضح القراوي ان المجلس جاء حافلاً بالعديد من المحطات الأدبية الممتعة والتي كانت مثار اعجاب الحضور، موضحاً الحاجة الى مثل هذه المجالس الأدبية والتي اعتبرت وبحق همزة الوصل مع كافة الشرائح والمتنفس الحقيقي الذي يستطيع المنتدى ان يوصل رسالته القيمية الهادفة للجميع.
بدوره بدأ د.عطية مجلسه مفنداً لبعض المزاعم التي يروجها البعض عن افتقار التراث العربي الى ظاهرة الخيال والابداع والحس الجمالي، الى جانب ندرة البعد الدرامي أو المنحى القصصي وأن ذلك ظهر أيضاً في شكل الحضارة العربية بشكل عام ونبه عطية الى ضرورة قراءة التاريخ الأدبي العربي قراءة منصفة ومتأنية، وأن يعاد التنقيب في هذا الارث الانساني حتى يستطيع الناقد ان يقف على الحقيقة.
وأكد عطية ان التراث العربي مليء منذ القدم بالأشكال القصصية على سبيل المثال قبل ان يعرفها العالم، وهذه الميزة تبرهن على ان الأمة العربية أمة مبدعة وصاحبة ريادة، مركزاً على أنه عند النظر الى التراث الأدبي العربي ألا يقتصر النظر فقط على الجانب الشعري منه، بل لابد ان تكون النظرة شاملة أيضاً للنتاج النثري وعدد في سياق كلامه ان العرب قبل الاسلام كانت لديهم أشكال كثيرة من القصة مدللاً على جانب من تلك المظاهر، واستطرد عطية وبألفاظ متفاوتة وذلك يتوافق والمدرسة النقدية الحديثة.
ثم توقف طويلاً عند نوعية من تلك المؤلفات العربية التراثية التي تفردت بظاهرة القصة والتي مثلها الجيرتي وكتابه الشهير «عجائب الآثار في التراجم والأخبار»، وكيف احتوت صفحاته على أنواع مختلفة من القصص التاريخي الشيق في أسلوب أدبي بديع الى جانب قصص البطولات التي تغنت بتمجيد الفروسية وبشجاعة الفرسان العرب كالظاهر بيبرس وعنترة بن شداد، وكيف دعت الحاجة الى اعادة هذا الانتاج واستحضار تلك الرموز في الفترات التي ضعفت فيها الحضارة العربية شحن الهمم وتقوية المشاعر.
ثم توقف قليلاً عند كتاب، كليلة ودمنة، نموذجاً أدبياً فريداً لما أورده، وأكد عطية ان القصة خير الوسائل غير المباشرة التي تقدم الخير والمثل العليا، ثم سرد لبعض النماذج من التراث العربي التي تدل على الابداع القصصي، ثم تناول السير الشعبية كشكل من أشكال القصص التي ترتكز على الوجدان المسلم واستحضار القيم النبيلة، ثم تناول بعض المؤلفات التي صاغت القصة في أسلوب ساخر مثل البخلاء للجاحظ، بعدها ختم المجلس وفتح الباب أمام تعقيبات الحضور.
التاريخ : 25/03/2013
الجريدة : الوطن